محب الأدب الإدارة العامة
عدد المساهمات : 86 تاريخ التسجيل : 14/01/2010
| موضوع: ما قيل في السكّين ؟؟؟؟ الجمعة فبراير 19, 2010 11:32 am | |
| كان أحمد بن يوسف جالساً بين يدي المأمون، فسأل المأمون عن السكّين فناوله أحمد السكين، وقد أمسك بنِصَابها، وأشار إليه بالحدّ، فنظر إليه المأمون نظر مُنكِر؛ فقال: لعل أميرَ المؤمنين أنكر عليَّ أخْذِي النّصاب؛ وإشارتي إليه بالحدِّ؛ وإنما تفاءلت بذلك أن يكونَ له الحدَّ على أعدائه، فعجب المأمون من سرْعَةِ فطنته، ولطيف جوابه. وقال بعض الكتاب: السكين مسُّ الأقلام يشحذها إذا كلّت، ويَصْقُلُها إذا نَبَتْ، ويطْلِقُها إذا وقفت، ويلمّها إذا شَعِثت، وأحْسَنُها ما عَرُضَ صَدْرُه، وأُرْهِفَ حَدُّه، ولم يفصل على القبضة نِصَابُه. وقال أبو الفتح كشاجم يرثي سكيناً سرقت له: :
يا قاتل اللّه كتابَ الدواوين ... ما يستحثُونَ من أخذِ السكاكينِ لقد دهاني لطيفٌ منهمُ خَتِلٌ ... في ذات حدٍّ كحدّ السيفِ مَسْنُونِ فأقَفْرَتْ بعد عُمْرانٍ بموقعها ... منها دواةُ فتًى بالكُتْبِ مَفْتُون تبكي على مُديَةٍ أودى الزمان بها ... كانت على جائرِ الأقلام تُعْدِيني كانت تقدِّمُ أقلامي وتَنْحَتُها ... نحتاً وتسْخِطها بَرْياً فتُرْضيني وأضحك الطرس والقرطاس عن حَلل ... ينوب للعين من نَوْرِ البساتين فإن قَشَرت بها سوداءَ من صُحفي ... عادت كبعض خدودِ الْخُرَّدِ العِين جزْعُ النصاب لطيفات شَعَائرُها ... محسَنات بأصناف التَّحاسين هيفاء مُرْهَفَةٌ بيضاء مُذْهَبة ... قال الإله لها سبحانه: كُوني لكن مقطيَ أمسى شامتاً جَذِلاً ... وكان في ذِلَةٍ منها وفي هُونِ فَصِين حتى يُضاهي في صيانته ... جَاهي لصَوْنِيهِ عَمَّنْ لا يُدَانيني ولستُ عنها بسَالٍ ما حَيِيتُ، ولا ... بواجِدٍ عِوَضاً منها يُسليني ولو يَردُ فِدَاء ما فَجِعتُ بِهِ ... منها فديناه بالدنيا وبالدين
| |
|