فصاحة النملة و أمر الغنم والحرث

فصاحة النملة و أمر الغنم والحرث

حال مسيرسيدنا سليمان عليه السلام بجنوده وقد اقتربوا على جمع من النمل نادت نملة على قومها فقالت لهم :{ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْلَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ }النمل 18
فقد نادت النملة على قومها مبينة لهم الخطر المحدق عليهم والذى قد يحيق بهم فنصحتهم بالتوجه إلى بيوتهم مخافة موتهم وتحطم أجسادهم حال مسير سيدنا سليمان وجنوده دون عمد أو تعمد منهم .
(يَا) نادت (أَيُّهَا ) نبهت (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) أمرت (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) نهت وحذرت (سُلَيْمَانُ) خصّت( وَجُنُودُهُ) عمّت (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) إعتذرت .
فتبسم سيدنا سليمان عليه السلام حين سمع قولها شاكرا لنعمة الله وفضله عليه وعلى والديه ودعا الله أن يتغمده بعفوه ورحمته{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}النمل 19

*...........*

نقل المفسرون فى تأويل قوله تعالى {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً }الأنبياء79
أن رجلين دخلا على سيدنا داود عليه السلام أحدهما صاحب غنم والآخر صاحب حرث ليحتكمان إليه .وكان الحرث كرما قد تدلت عناقيده فقال صاحبه :يا نبى الله إن هذا الرجل دخلت غنمه بالليل إلى حرثى فأهلكته وأكلته ولم تبق لى فيه شيئا .. وأقر صاحب الغنم بما قال به صاحب الحرث فقال لهما سيدنا داود عليه السلام : الغنم لصاحب الحرث عوضا له عن حرثه فقال سيدنا سليمان عليه السلام لأبيه سيدنا داوود عليه السلام :أرفق بالفريقين يا نبى الله .. فقال له كيف يا بنى ؟فقال سيدنا سليمان عليه السلام : تسلم الغنم إلى صاحب الحرث فينتفع بلبنها ودرها ونسلها ويسلم الكرمإلى صاحب الغنم ليقوم به حتى إذا عاد الكرم إلى هيئته وصورته التى كان عليها حالدخول الغنم .. يسلم صاحب الكرم الغنم إلى صاحبها ويتسلم كرمه كما كان بعناقيده ..فحكم سيدنا داود عليه السلام بما قضى به ابنه سيدنا سليمان عليه السلام

أأسعدك الله بكل خير عصام ,

موضوع شيق للغاية .

وأضيف :

في قوله تعالى :
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا

يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {18})

بلاغيّةُ عربيّة متميزة:

تقُول ُالعرَب فى نمْلةِ سُليمان عليه السلام:
تكلمت نملة سليمان بعشرة أنواع من البديع:
قولها(يا)....نادَت
أيها.........نبّهت
النمل.......سّمت

أدخلوا........أمَرت
مساكنكم.........نعتَت
لا يحطمنكم........حذّرت
سليمان........خصّت
وجنوده.........عمّت
وهم...........أشارت
لا يشعرون.......إعتذرت

فَما أروع لغتنا العربيّة .. وماأعظم قرآننا العربيّ المبين.

جزيت خيرا امي اسيرة على مرورك وعلى اضافتك الماتعة التي أعطت للموضوع جمالية ورونقا شكرا لك